هل تعلم أنه غالبًا ما يصعب تحديد الفرق بين الذبحة الصدرية وعسر الهضم؟ فالكثير من الأشخاص يعتقدون أن عسر الهضم والحموضة أعراضًا تتعلق بمشكلات الجهاز الهضمي، ولكن المفاجأة أن عسر الهضم أو الشعور بالحرقان قد يكون ضمن علامات الإصابة بالذبحة الصدرية.
لنتعرف معًا إلى الفرق بينهم، ونُبيّن الأوقات التي تكون فيها الحموضة عرضًا للذبحة الصدرية، وكذلك الأوقات التي لا تنطوي فيها الحموضة على أي مخاطر مرتبطة بالقلب.
كيف نميز الفرق بين الذبحة الصدرية وعسر الهضم؟
قبل أن نستفيض في الحديث عن الفرق بين الذبحة الصدرية وعسر الهضم، نُوضح لك المقصود من مصطلح الذبحة الصدرية، فهي حالة تُسبب آلامًا شديدة في منطقة الصدر – يصفها المرضى بأنها ثقل أو ضغط على الصدر – نتجيةً لانخفاض كمية الدم المتدفق إلى القلب بسبب وجود مشكلات في الشريان التاجي (Coronary Artery) الذي يمد القلب بالدم.
عادةً ما يسهل تشخيص حالات الذبحة الصدرية عندما يشكو المريض من أعراضٍ واضحة ومعروفٌ أنها تُشير إلى الإصابة بالذبحة الصدرية، وتتضمن:
- آلام الصدر التي تنتشر إلى الكتفين والذراعين وتزداد مع بذل المجهود.
- ضيق النفس.
- الإرهاق والتعب العام.
كما يشعر بعض المرضى بآلامٍ في المعدة أو عسرٍ في الهضم وبعض الحموضة (شعور بالحرقان)، مما يجعل الأمر يختلط عليهم فيتعاملون على أنها مشكلة تتعلق بالجهاز الهضمي ويذهبون إلى طبيب باطنيّ متخصص في بدلًا من الذهاب إلى طبيب القلب، وهو أمرٌ طبيعي، فكيف سيميزون الفرق بين الذبحة الصدرية وعسر الهضم أو الحموضة (Heartburn) الناتجة عن مشكلات في المعدة؟!
متى تذهب الى طبيب القلب ؟
من هنا جعلنا محور حديثنا اليوم عن الفرق بين الذبحة الصدرية وعسر الهضم. إليك الأوقات التي تُمثل فيها الحموضة عرضًا خطيرًا يستدعي زيارة العاجل والذهاب إلى طبيب القلب:
الحموضة المفاجئة
إذا كانت حرقة المعدة (الحموضة وعسر الهضم) حديثة ومُفاجئِة فإن الأمر يستدعي القلق، فمثلًا:
إن كان المريض يعاني الحموضة لأكثر من 5 سنوات ويستعمل العلاجات التي تُسيطر عليها، فهنا نستطيع القول أن حرقة المعدة لا علاقة لها بأعراض الذبحة الصدرية.
بينما إذا شكى المريض من الحموضة المفاجئة التي تستمر لـ 3 أيامٍ مثلًا، عندها يزيد احتمالية الإصابة بالذبحة الصدرية أو مشكلات الشريان التاجي.
الحموضة غير المرتبطة بالأكل
من المعروف أن شعور حرقة المعدة وعسر الهضم غالبًا ما يرتبط بالأكلات المسبكة أو المُبهَّرَة، فإن كانت الحموضة مُفاجِئة ولم تكن ناتجة عن تناول وجبات ثقيلة، فمن الضروري التوجه إلى طبيب القلب فورًا، لا سيما إن ظهرت أعراض عسر الهضم بعد نوبات من الغضب أو العصبية.
اليك ايضاً: الفرق بين الجلطة والذبحة الصدرية
الخلاصة في الفرق بين الذبحة الصدرية وعسر الهضم
الحموضة وعسر الهضم مشكلتان مشهورتان لدى الشعب المصري تحديدًا لأن معظم الوجبات الشعبية تحتوي على الكثير من البهارات والمُنكهات، لذلك ليس كل من يشكو الحموضة أو عسر الهضم مصابٌ بالذبحة الصدرية؛ فالحموضة التي تختفي مع استعمال مضادات الحموضة أو التي تُحفزها الأكلات الثقيلة لا تستدعي أي قلق.
وتتميز الحموضة المصاحبة لحالات الذبحة الصدرية بأعراضٍ أخرى مثل آلامٍ الكتف والذراعين والظهر، إلى جانب صعوبة التنفس.
إجمالًا لما سبق:
جزء من مرضى الذبحة الصدرية يسهل تشخيصهم إن كانوا يشعرون بآلام أو ضغط على الصدر، بينما الجزء الآخر من المرضى يختلط الأمر في تشخيصهم لا سيما إن شعروا بـ حرقة في المعدة.
لذلك نُحذر جميع المرضى ألا يتعاملوا مع آلام الصدر أو الحموضة المفاجئة التي لا ترتبط بنوعية الطعام بأنفسهم، وألا يستعملوا أي مضادات للحموضة إلا بعد استشارة الطبيب.
كيفية علاج الذبحة الصدرية والحموضة
يبدأ علاج الذبحة الصدرية باستعمال مجموعة من الأدوية التي تعمل على توسيع الأوعية الدموية وإرخائها، بالإضافة إلى تناول الأدوية المضادة للتجلط.
في الحالات المتقدمة يلجأ جرَّاحو القلب للتدخل الجراحي بإجراء عملية إصلاح الشريان التاجي وتوسيعه ثم تركيب الدعامات، أو عملية تحويل مسار الشريان التاجي (مجازة الشريان التاجي).
نتمنى في نهاية هذا المقال أن يكون الجميع قد أدرك الفرق بين الذبحة الصدرية وعسر الهضم وعرف الأوقات التي تُصبح فيها الحموضة ناقوسًا للخطر!
0 Comments