هل تركيب دعامات القلب يتطلب أخذ العلاج طول العمر؟

  • الرئيسية
  • #
  • هل تركيب دعامات القلب يتطلب أخذ العلاج طول العمر؟

دكتور أسامة عباس

استاذ جراحة القلب المفتوح

تركيب دعامات القلب يُعتبر من الإجراءات الطبية الحيوية التي تنقذ حياة مئات الآلاف من المرضى سنويًا حول العالم. هذه الدعامات، التي تُستخدم لعلاج انسداد الشرايين التاجية وضمان تدفق الدم السليم إلى القلب، تعد حلًا فعالًا لمشاكل تصلب الشرايين وتضيقها. لكن السؤال الكبير لدى المرضى بعد تركيب الدعامة هو: هل يجب الاستمرار في تناول الأدوية طوال العمر بعد تركيب دعامات القلب؟ هذا المقال سيقدم لك شرحًا مفصلًا ومتكاملًا عن هل تركيب دعامات القلب يتطلب أخذ العلاج طول العمر؟

ما هي دعامات القلب؟

الدعامة هي أنبوب معدني صغير يتم إدخاله داخل الشرايين التاجية لتوسيعها ومنع انسدادها، مما يسمح بتحسين تدفق الدم إلى القلب. تُعرف هذه العملية باسم “تركيب دعامة القلب” أو “التوسيع والزرع” (Angioplasty and Stenting). تُجرى الدعامات في حالات تضيق أو انسداد الشرايين الناتج عن تراكم الدهون والكوليسترول (تصلب الشرايين)، وهي تقنية طبية آمنة وفعالة.

هل تركيب دعامات القلب يتطلب أخذ العلاج طول العمر؟

الجواب هو نعم، في الغالب، يحتاج المرضى إلى تناول أدوية معينة لفترة طويلة أو حتى مدى الحياة بعد تركيب الدعامة. وخاصةً الأدوية المضادة لتجلط الدم، مثل الأسبرين أو أدوية أخرى مخصصة لمنع تجلط الدم حول الدعامة، وهي أكثر خطرًا في الأسابيع والأشهر الأولى بعد العملية.

  • الأدوية المضادة للتجلط: تمنع تكون جلطات دموية حول الدعامة، ما يحمي من انسداد الشريان مرة أخرى.
  • أدوية خفض الكوليسترول (الستاتينات): تساعد في تقليل تراكم الدهون داخل الشرايين وتحسين صحة الأوعية الدموية.
  • أدوية تنظيم ضغط الدم: تُستخدم للحفاظ على ضغط دم مستقر، مما يقلل الضغط على الشرايين والدعامة.

علاج الأدوية للتثبيت المضاد للتجلط قد يبدأ بأدوية مركبة (مضادات تجلط مزدوجة) في الأسابيع الأولى، ثم يتحول إلى أدوية أقل قوة، مع الاستمرار في تناولها يوميًا كجزء من خطة علاج القلب.

عدم الالتزام بتناول هذه الأدوية قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل انسداد الشرايين أو نوبة قلبية حادة.

يمكنك قراءة: اعراض ارتفاع الكوليسترول

كم يعيش الإنسان بعد تركيب الدعامات؟

مدة حياة المريض بعد تركيب دعامة القلب تعتمد على عدة عوامل، من بينها:

  • حالة القلب العامة عند تركيب الدعامة.
  • التزام المريض بتناول الأدوية الموصوفة بشكل منتظم.
  • اتباع نمط حياة صحي يتضمن نظامًا غذائيًا متوازنًا، والنشاط البدني المنتظم، والإقلاع عن التدخين.
  • المتابعة الدورية مع الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة لمراقبة حالة القلب والدعامة.

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يلتزمون بالعلاج ويحافظون على نمط حياة صحي يمكنهم العيش لفترات طويلة قد تصل بين 10 إلى 20 عامًا أو أكثر بعد تركيب الدعامات، مع جودة حياة جيدة.

أهمية الالتزام بالعلاج الدوائي بعد تركيب الدعامات

الأدوية لا تقل أهمية عن العملية نفسها؛ إذ تضمن حماية الدعامة من التجلطات، وتعزز من استقرار الشرايين وتحسين وظائف القلب. تناول الأدوية المضادة للتجلط بشكل يومي، واتباع تعليمات الطبيب بدقة، هو شرط أساسي لنجاح العلاج.

في الأشهر الأولى، يكون خطر تكوين الجلطات أعلى، لذلك قد يقوم الطبيب بوصف أدوية أقوى، والتي يتم تعديلها لاحقًا إلى أدوية أقل قوة مع مرور الوقت، لكن يبقى تناول العلاج أمرًا مستمرًا. كما أن بعض الحالات المرضية قد تتطلب إضافة أدوية أخرى لضبط عوامل الخطر مثل ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم.

يمكنك أيضا قراءة:  أنواع دعامات القلب | فوائدها واسعارها

نمط الحياة ودوره في نجاح علاج دعامات القلب

إلى جانب العلاج الدوائي، يلعب نمط الحياة دورًا محورياً في استمرار نجاح تركيب الدعامات وتحسين صحة القلب عامة. من عناصر نمط الحياة الصحية الضرورية:

  • التوقف عن التدخين.
  • اتباع نظام غذائي صحي قليل الدهون المشبعة والكوليسترول، غني بالخضروات والفواكه.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وبإشراف طبي.
  • مراقبة الوزن ومستويات السكر والكوليسترول في الدم بانتظام.
  • متابعة ضغط الدم واتباع العلاج المناسب.

هذه الخطوات تساعد على تحسين جودة حياتك وتقلل احتمالات مضاعفات مثل انسداد الدعامات أو حدوث نوبات قلبية جديدة.

مضاعفات قد تطرأ عند عدم الالتزام بالعلاج

عدم الالتزام بالعلاج أو نمط الحياة الصحي قد يؤدي إلى:

  • تكرار انسداد الشرايين التاجية.
  • تشكل جلطات دموية داخل الدعامة.
  • زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
  • الحاجة إلى إجراءات تدخلية إضافية كتركيب دعامات جديدة أو جراحات القلب المفتوح.

لذا، يُشدد الأطباء على أهمية المتابعة الدورية وتعديل العلاج حسب الحاجة، وذلك للحفاظ على استقرار الحالة الصحية للمرضى.

أنواع دعامات القلب ومدى تأثيرها على مدة العلاج الدوائي

هناك نوعان رئيسيان من دعامات القلب:

  • الدعامات المعدنية العارية (Bare-metal Stents): تحتاج عادةً إلى الأدوية المضادة للتجلط لفترة أقل بالمقارنة مع الدعامات المحملة بالأدوية، وأحيانًا لفترة محددة قد تصل إلى عام واحد.
  • الدعامات المحملة بالأدوية (Drug-eluting Stents): تُفرز أدوية تمنع نمو الأنسجة المفرط داخل الدعامة وتقلل خطر انسداد الدعامة. يلزم عادة تناول الأدوية المضادة للتجلط لفترة أطول، وربما مدى الحياة، حسب الحالة الصحية للمريض.

ختاماً: تركيب دعامات القلب هو خطوة تعيد الحياة لكثير من مرضى الشرايين التاجية، ولكن نجاح هذه الخطوة واستمرار فعاليتها مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالالتزام بالعلاج الدوائي ونمط الحياة الصحي. يتطلب الأمر تناول أدوية مضادة لتجلط الدم على الأغلب مدى الحياة لمنع حدوث انسداد جديد داخل الدعامة، بالإضافة إلى أدوية أخرى لتحسين صحة القلب. بالالتزام بهذه العوامل، يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية وطويلة مع دعامة القلب دون مضاعفات.

تعرف على أفضل جراح قلب فى مصر – الأستاذ الدكتور أسامة عباس

أراء المرضى

0 Comments

كتابة تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني، الحقول المطلوبة محددة بالعلامة*