يتعرض العديد من الناس إلى الفزع والإحباط عند تشخيصهم بوجود جلطة دموية في مكان ما بالجسم، فمما لا شك فيه أنها حالة طبية طارئة، والمطمئن في الأمر أن علاجها ليس بالمستحيل كما يظن البعض.
كل ما يجب فعله هو عدم تجاهل أي أعراض قد تنذر بوجود جلطة والذهاب إلى الطبيب المختص على وجه السرعة. وخلال سطور مقال اليوم نوضح لكم طرق علاج الجلطات الدموية وأنواعها وأعراضها، وكيف يمكن الوقاية من الإصابة بها.
ما أنواع الجلطات الدموية؟
تتكون الجلطة الدموية الطبيعية عند التعرض لجرح ما في اليد، وتُعدّ هذه الجلطة خط الدفاع الأول لمنع الإصابة بالنزيف، إذ تتجمع الصفائح الدموية وبروتين الدم (المعروف باسم الفيبرين) لغلق المنطقة المصابة من الأوعية الدموية، ويتخلص الجسم منها بعد ذلك فور شفاء الجرح.
الخطير في الأمر أنه قد تتشكل مثل هذه الجلطات داخل الأوعية الدموية دون التعرض لإصابة أو جرح ما، مما يتطلب العلاج الفوري، تنقسم الجلطات التي تتكون داخل الأوعية الدموية إلى ما يلي:
الجلطة الوريدية
تحمل الأوردة الدم غير المؤكسج (الخالي من الأكسجين) بعيدًا عن أعضاء الجسم عائدًا إلى القلب، وفي حالة تكون جلطة داخلها يعجز الدم عن الوصول للقلب ويتجمع خلف الجلطة، وتعرف هذه الحالة باسم تجلط الأوردة العميقة.
غالبًا ما تحدث جلطات الأوردة العميقة في الساق، وقد ينتج عنها مضاعفات خطيرة إذا انتقل أجزاء منها إلى الرئة مسببة الانسداد الرئوي، فقد يفقد الفرد حياته نتيجة لذلك.
الجلطة الشريانية
تحمل الشرايين الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى كافة أعضاء الجسم، وتتكون الجلطات فيها عند تجمع الرواسب الدهنية على الجدران مسببة تصلب الشرايين، ويحدث ذلك لأسباب متعددة، منها:
- التقدم في العمر.
- ممارسة العادات الغذائية الخاطئة، مثل التدخين وتناول كميات كبيرة من الدهون غير الصحية.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وتشكل الجلطة الشريانية خطرًا لاحتمالية تسببها بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
ما العوامل التي تزيد من فرص تكوين الجلطات
توجد عدة عوامل تزيد من فرص تكوين الجلطات بالجسم، هي كالتالي:
- السمنة.
- الخضوع مؤخرًا لعملية جراحية.
- الإصابات، خاصة الإصابة في الساق.
- الحمل أو الولادة.
- تناول حبوب منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة.
- التوقف عن الحركة لفترة طويلة، مثل البقاء على متن رحلة طويلة.
- الإصابة بمرض كورونا المستجد كوفيد-19.
- المعاناة من بعض الأمراض المزمنة، مثل تصلب الشرايين ومرض السكري وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم والسرطان.
- العامل الوراثي، فالبعض قد يعاني اضطرابات في معدل سيولة الدم نتيجة وجود أفراد آخرين في العائلة يعانون نفس المرض.
ما أعراض الجلطات الدموية
قبل الحديث عن طرق علاج الجلطات الدموية، دعنا نتطرق أولًا إلى اعراض الجلطات التي تستدعي زيارة الطبيب على وجه السرعة لأنها تنذر بوجود جلطة دموية.
أعراض تجلط الأوردة العميقة
تظهر غالبًا في الساقين، وتتمثل أعراضها فيما يلي:
- ألم وتورم المنطقة المصابة، سواءً الساق أو الفخذ.
- احمرار الجلد والشعور بالدفء في موقع الجلطة.
أعراض الجلطات في الرئة
إذا انتقلت الجلطة من الأوردة العميقة إلى الرئة، فقد تسبب الانسداد الرئوي وتتضمن أعراضه:
- سرعة ضربات القلب.
- ضيق التنفس.
- ألم في الصدر.
- سعال الدم.
- التعرق.
- الحمى.
- الدوخة.
أعراض الجلطات في الدماغ
قد تسبب الجلطة الدموية في المخ الإصابة بالسكتة الدماغية، وتشمل أعراضها ما يلي:
- ضعف عضلات الوجه وتدليها.
- تلعثم الكلام وصعوبة التحدث.
- فقدان التوازن.
- صعوبة البلع.
- عدم وضوح الرؤية.
أعراض جلطات القلب
تؤدي جلطات شرايين القلب أحيانًا إلى التعرض للنوبة القلبية، وتظهر أعراضها كما يلي:
- الشعور بالضغط في منطقة الصدر، وكأن ثمة جسم ثقيل جاثم على الصدر.
- ضيق التنفس.
- الغثيان.
- التعرق.
- الدوخة.
ما طرق علاج الجلطات
يعتمد علاج الجلطات الدموية على موضعها في الجسم والحالة الصحية للمريض، وتشتمل وسائل علاجها على:
الأدوية:
يصف الطبيب الأدوية المضادة للتجلط (أدوية سيولة الدم) لمنع زيادة حجم الجلطة أو تكون جلطات جديدة، ويستمر المريض في تناولها لعدة أشهر تحت إشراف الطبيب.
القسطرة:
يُدخل الطبيب أنبوب القسطرة عبر شق صغير في جلد الفخذ إلى أحد الأوعية الدموية وصولًا إلى موقع الجلطة، ويستخدم بعد ذلك الأدوية المذيبة للجلطة لتفتيتها تمامًا.
الجراحة:
وفيها يستبدل الطبيب الوعاء الدموي المسدود بآخر جديد للحفاظ على سريان الدورة الدموية في الجسم.
نمط الغذاء لعلاج الجلطات
يساهم اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على أطعمة مفيدة في إنقاص الوزن والحفاظ على الصحة العامة مما يخفض فرص الإصابة بالجلطات.
يتضمن نمط الغذاء لعلاج الجلطات ما يلي:
- إضافة البروتين إلى الأطعمة اليومية، مثل الأسماك والدواجن.
- تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات.
- استبدال الدهون المشبعة بدهون صحية، مثل زيت الزيتون.
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (ك) بكميات صغيرة وبانتظام، لأنه من الفيتامينات المسيلة للدم، مثل السبانخ والكرنب والملفوف الأخضر والبروكلي وزيت السمك والشاي الأخضر وعصير التوت البري.
- تجنب الأطعمة التي تسبب التهابات بالجسم وتزيد خطر الإصابة بأمراض القلب ومرض السكري، مثل السكريات والمقليات والوجبات السريعة والمشروبات الغازية.
- خفض كمية الملح في الطعام لأنه يرفع ضغط الدم، فمن المفترض ألا يتعدى نصيب الفرد ملعقة واحدة صغيرة يوميًا، وبناءًا عليه ينبغي تجنب الأطعمة المعبأة لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الملح.
ما العلاج الوقائي للجلطات؟
يساهم العلاج الوقائي للجلطات في منع تكوين الجلطات الدموية، وذلك عن طريق:
- التخلص من الوزن الزائد وعلاج السمنة.
- شرب الكثير من الماء يوميًا.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لأن قلة الحركة تزيد فرص الإصابة بالجلطة الدموية.
- الوقوف والتمدد من حين لآخر خلال رحلات السفر الطويلة، وإذا كانت طبيعة العمل تتطلب الجلوس لساعات طويلة.
- الإقلاع عن التدخين بكافة أنواعه لأن التدخين السبب الرئيسي للإصابة بتصلب الشرايين.
- المتابعة المنتظمة مع الطبيب وتناول الأدوية الموصوفة في موعدها، سواءً الأدوية الخافضة لضغط الدم أو أدوية علاج مرض السكري.
- الامتناع عن تناول حبوب منع الحمل والأدوية المحتوية على هرمون الإستروجين، دون أخذ استشارة الطبيب.
نكون بذلك قد وضحنا طرق علاج الجلطات وأهم النصائح للوقاية من الإصابة بها. وإذا كان لديكم مزيد من الأسئلة أو الاستفسارات، فبإمكانكم التواصل مع الدكتور أسامة عباس -أستاذ جراحة القلب المفتوح ومناظير القلب- عبر الأرقام الموضحة بالموقع الإلكتروني.
0 Comments