أسباب ضيق الصمام الأورطي وأعراضه وطرق العلاج

  • الرئيسية
  • #
  • أسباب ضيق الصمام الأورطي وأعراضه وطرق العلاج

دكتور أسامة عباس

استاذ جراحة القلب المفتوح

يمثل الصمام الأورطي البوابة التي تسمح بمرور الدم المحمل بالأكسجين في اتجاه واحد من البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي ومنه إلى سائر أجزاء الجسم، كما تمنع رجوعه، ومن ثم تحافظ على انتظام الدورة الدموية وضمان تلبية حاجة الأنسجة المختلفة للدم.

لكن ماذا لو أصيبت هذه البوابة بالضيق؟ تضطر عضلة القلب حينئذٍ أن تبذل قصارى جهدها حتى تتمكن من ضخ كمية الدم التي يحتاجها الجسم، الأمر الذي يتسبب في تفاقم المشكلة إن لم تُعالج في الوقت المناسب، والسؤال هنا ما أسباب ضيق الصمام الأورطي؟ وما أهم علاماته؟ وكيف يمكن علاجه؟ الإجابة في هذا المقال.

أسباب ضيق الصمام الأورطي

تتنوع أسباب ضيق الصمام الأورطي، فقد يحدث إثر:

عيب خلقي:

لنفهم المشكلة بصورة أعمق يمكننا تشبيه عمل الصمام الأورطي -ذو الثلاث شرفات- ببوابة آلية ذات ثلاث أجزاء تُفتح بتزامن أجزائها مع بعضهم البعض، وللأسف قد يولد بعض الأطفال بصمام أورطي ذي شرفتين فقط، ما يسبب اضطراب تدفق الدم وإصابة الصمام بالضيق إثر محاولاته للتغلب على ضعف الصمام.

مشكلة مكتسبة:

ترتبط أسباب ضيق الصمام الأورطي المكتسبة بعاملين أساسيين، هما:

  • العمرإذ يُعد تآكل الصمام من التغيرات الفسيولوجية المصاحبة لمرحلة الشيخوخة، والتي تؤدي إلى تراكم الكالسيوم على شرفاته في حالة يسميها المتخصصون (تكلُّس الصمامات)، وكلما تقدم العمر زاد معدل الترسب إلى أن ينتهي الأمر بضيق الصمام.
  • الإصابة بالعدوى، وفي مقدمتها الحمى الروماتيزمية، وهي عدوى بكتيرية يؤثر إهمال علاجها سلبًا في صحة القلب وصماماته -لا سيما الصمام الأورطي-، إذ تتسبب في زيادة سُمك الصمام بمرور الوقت في حالة تُعرف بضيق الصمام الروماتيزمي.

وبالحديث عن أسباب ضيق الصمام الأورطي لا بد أن نذكر العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بهذه المشكلة، وهي:

  • اضطرابات وظائف الكلى المزمنة.
  • الأمراض المزمنة، مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة مستويات الكوليسترول الضار.
  • الإصابة بأحد أنواع العدوى المؤثرة سلبًا في الغشاء المحيط بالقلب.
  • التعرض للعلاج الإشعاعي للتخلص من أي أورام في منطقة الصدر.

ما هي أعراض الصمام الأورطي المتضيق

قد لا يلاحظ مريض ضيق الصمام الأورطي من الدرجة الخفيفة ظهور أي أعراض أو علامات تشير إلى إصابته بهذه المشكلة لسنوات طويلة، إلى أن تزداد درجة الضيق شيئًا فشيئًا، ويشكو في إثرها المريض عدم قدرته على ممارسة حياته بصورة طبيعية نتيجة لظهور عدة أعراض، منها: 

  • الشعور بألم يعتصر الصدر لدرجة يظنها المريض ذبحة صدرية.
  • الإرهاق الشديد المصحوب بالدوخة عند بذل أي مجهود بسيط.
  • اضطراب معدل نبض القلب، وصعوبة التنفس أحيانًا.
  • رؤية وكأن هناك سحابة سوداء تغطي العين يعقبها فقدان الوعي مباشرةً.

لذا يُنصح بسرعة التوجه إلى الطبيب المختص في حال ظهور واحدة أو أكثر من الأعراض المذكورة لتجنب حدوث المضاعفات، مثل:

  • فشل عضلة القلب.
  • الجلطات.
  • السكتة القلبية أو الدماغية.

أما عن أعراض ضيق الصمام الأورطي في الأطفال، فقد تلاحظ الأم اضطراب شهية طفلها، وعدم تناسب وزنه مع مرحلته العمرية.

تنويه: في السياق ذاته نود أن ننوه عن الفرق بين أعراض ضيق الشريان الأورطي وضيق صمامه، إذ يُقصد بضيق الشريان نفسه ذاك الاختناق في تجويف الشريان، والذي يُعد أيضًا من عيوب القلب الخلقية التي يولد بها بعض الأطفال، وتلاحظ الأم أعراضه على الطفل في الأيام الأولى بعد الولادة إذ يبدو شاحب اللون ويرفض الرضاعة لصعوبتها.

طرق علاج ضيق الصمام الأورطي 

تتنوع الخيارات العلاجية لحل مشكلة ضيق الصمام الأورطي، ويختار الطبيب من بينها ما يناسب حالة المريض بعد مراعاة عدة عوامل، هي:

  • عمر المريض.
  • الحالة الصحية بصورة عامة.
  • درجة تضيق الصمام ومدى شدة الأعراض.

وتشمل الخيارات العلاجية ما يلي:

العلاج الدوائي

تمثل الأدوية -بالإضافة إلى اتباع نمط حياة صحي- حلًا مناسبًا لعلاج ضيق الصمام الأورطي الخفيف، ومما يصفه الطبيب في هذا الصدد:

  • مدرات البول.
  • منظمات ضربات القلب.

وإذا كان المريض مصابًا بضيق الشرايين التاجية أيضًا، يصف الطبيب أدوية موسعة علاوةً على مضادات التجلط.

تعرف على دكتور أسامة عباس احسن دكتور جراحة قلب في مصر

توسيع الصمام الأورطي بالقسطرة البالونية

عادةً تناسب القسطرة البالونية الأطفال؛ إذ يمررها الطبيب -تحت تأثير التخدير الموضعي- من خلال أحد الأوعية الدموية في الذراع أو الفخذ وصولًا إلى موضع الصمام في القلب.

زرع صمام جديد بالقسطرة

يُعد الحل الأمثل لعلاج المريض الذي لا تتحمل صحته التدخلات الجراحية التقليدية، وتُجرى تحت تأثير التخدير الموضعي أو الكلي وفقًا لحالة المريض.

التدخل الجراحي

يمثل التدخل الجراحي الحل الفعال لعلاج حالات ضيق الصمام الأورطي المتأخرة، وذلك لتغييره نهائيًا وتثبيت آخر اصطناعي (نسيجي أو معدني) عبر الخضوع لعملية القلب المفتوح أو الجراحة بالمنظار.

ختامًا

تذكر -عزيزي القارئ- أن التشخيص المبكر والمتابعة مع طبيب ذي خبرة واسعة في أمراض القلب يقيك من مخاطر عديدة؛ لذا نوصيك بحجز استشارتك مع الدكتور أسامة عباس -أستاذ جراحة القلب المفتوح وجراحات التدخل المحدود والمنظار- لتنعم بحياة خالية من المتاعب.

اراء عملائنا

0 Comments

كتابة تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني، الحقول المطلوبة محددة بالعلامة*