قبل التعرّف على عملية جراحة اصلاح او تغيير الصمام الميترالي بالمنظار بدون شق الصدر .. نتحدث سريعًا عن التكوين الوظيفي للقلب.
يتكون القلب من بطين أيمن وبطين ايسر، و أذين أيمن و أذين أيسر، و صمامين يفصلان بين كلا من الأذين والبطين الأيسر والأيمن. والصمام الميترالي وهو الذي يفصل بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر. ويضمن الصمام الميترالي تدفق الدم في اتجاه واحد، من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر أثناء انبساط عضلة القلب. وأثناء انقباض عضلة القلب يخرج الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي، ويُغلق الصمام الميترالي ليضمن عدم رجوع الدم إلى الأذين الأيسر مرة أخرى.
الأمراض التي قد تصيب الصمام الميترالي:
قد يتعرض القلب للإصابة بما يسمى ضيق الصمام الميترالي، الأمر الذي يؤثر على كمية الدم التي تمر من الصمام
وقد يتعرض إلى ما يسمى بارتجاع الصمام الميترالي، الأمر الذي يؤدي إلى تدفق الدم عكس الاتجاه الطبيعي
وقد يتعرض إلى ضيق وارتجاع الصمام الميترالي في نفس الوقت
الأعراض التي تبين وجود مشكلة في الصمام الميترالي:
في بعض الحالات لا يكون هناك أية أعراض، ولكن في كثير من حالات إصابة الصمام الميترالي قد يعاني المريض بعضًا من هذه الأعراض:
- أعراض احتقان الرئة (كرشة النفس – التعب عند ممارسة أية مجهود – الشعور بالإرهاق)
- ارتفاع الضغط الرئوي
- تغير في صوت نبضات القلب (يكتشفه الطبيب بواسطة السماعة
أسباب أمراض الصمام الميترالي:
يعد السبب الرئيسي لأمراض الصمام الميترالي هو الحمى الروماتيزمية، والتي تحدث بسبب التهاب الحلق واللوزتين.
ولكن في أندر الحالات قد يكون السبب خلقيًا
التشخيص والعلاج:
بعد عمل الفحوصات اللازمة للمريض للتأكد من حالة الصمام.. يتم معرفة ما إذا كان المريض يحتاج إلى علاج احتراسي فقط أم أنه قد يحتاج إلى إجراء عملية جراحية.
عملية ارتجاع الصمام الميترالي وضيق الصمام
في القديم كان يتم تغيير أو إصلاح الصمام الميترالي عن طريق شق الصدر.. وكان ذلك مخيفًا للكثير من المرضى، وكانوا يفضلون التعايش مع المرض خوفًا من إجراء هذه العملية..
والآن وبعد تطور الوسائل الطبية والجراحية، بات من السهل إجراء عملية ارتجاع الصمام الميترالي -أو ضيق الصمام عن طريق فتحة جانبية تجميلية تحت الصدر لا تتعدى الخمسة سنتيمترات، ويتم إجراء العملية عن طريق المنظار.
مميزات عملية تغيير أو إصلاح الصمام الميترالي عن طريق المنظار:
من الناحية الجمالية تعد عملية ارتجاع الصمام الميترالي أو عملية ضيق الصمام أفضل بكثير من سابقتها؛
- فقد كان يتم شق الصدر من المنتصف بفتحة طويلة، والآن صار الأثر الجراحي غير ظاهر.
- فترة النقاهة بعد هذه العملية أقل من سابقتها، فيمكن للمريض ممارسة حياته الطبيعية بعد أسبوعين من العملية (بينما في عملية شق الصدر كان المريض يحتاج إلى 6 أشهر ليستطيع بعدها ممارسة حياتهالطبيعية).
- يظل المريض أربعة أيام فقط في المستشفى.
- يظل المريض 12 ساعة فقط في غرفة العناية المركزة.
- ليس هناك خوف من حدوث نزيف.
ما المضاعفات الناتجة عن إهمال علاج امراض الصمام الميترالي؟ وهل يمكن الوقاية منها؟
الفشل القلبي وضعف عضلة القلب.
- السكتة الدماغية.
- ارتفاع الضغط في الشريان الرئوي.
- الجلطة القلبية.
وسائل الوقاية من مضاعفات أمراض الصمام الميترالي
تأتي أهمية استشارة الطبيب العاجلة هي أولى وسائل الوقاية من مضاعفات امراض الصمام الميترالي، فعند الشعور بأعراض ضيق أو ارتجاع الصمام الميترالي التي ذُكرت سابقًا، يلزم على المريض سرعة التوجه للطبيب للحصول على العلاج المناسب وقد يصل الأمر إلي تغيير الصمام الميترالي بالمنظار.
قد يكون لاتباع بعض الأساليب الوقائية دورًا أيضًا في تخفيف الأعراض الناتجة عن امراض الصمام الميترالي وتأخير ظهور مضاعفاتها، ولعل أهم هذه الأساليب:
- اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على البروتينات قليلة الدسم والنشويات المعقدة -مثل القمح الكامل- والفواكه والخضراوات الغنية بالألياف.
- ممارسة الرياضة يوميًا.
- الإقلاع عن التدخين..
- الابتعاد قدر الإمكان عن القلق والتوتر والضغط النفسي.
- الالتزام بتناول الأدوية الوقائية التى يوصي بها الطبيب المرضى عند بلوغهم سن محدد.
- الاهتمام بمواعيد المتابعة الدورية لدى الطبيب المختص.
جراحة تغيير أو إصلاح الصمام الميترالي في مصر:
يقوم الأستاذ الدكتور أسامة عباس عبد الحميد أستاذ جراحة القلب والصدر والأوعية الدموية بإجراء هذه العملية في مصر. وتجرى عملية ارتجاع الصمام الميترالي وعملية ضيق الصمام الميترالي في المستشفيات المجهزة بأعلى التقنيات والتجهيزات لضمان تلقي المريض لأفضل رعاية.
الابتكارات الحديثة في جراحة إصلاح الصمام الميترالي بالمنظار
أصبح هناك العديد من الابتكارات الحديثة في المجال الطبي، ويعتبر من أهم هذه الابتكارات، الابتكارات الحديثة في جراحة إصلاح الصمام الميترالي بالمنظار، ويفضل العديد من الأطباء هذه الطريقة عن الجراحة التقليدية، وذلك لأنه يتم بها عمل شق جراحي بسيط، مما يؤدي إلى تقليل الشق الجراحي وسرعة التئام الجرح.
ويعتبر من أحدث الطرق لإصلاح الصمام الميترالي هو استخدام الروبوت، حيث تم استخدامه في العديد من الحالات التي تم فيها إصلاح الصمام الميترالي عن طريق التدخل الجراحي المحدود، حيث يقوم الروبوت بعمل شق صغير جدًا، يتم من خلاله إدخال المناظير إلى القلب، حيث يتم إجراء العملية، ويقوم متخصص بالتحكم في الأدوات الروبوتية عن بعد، وتعتبر هذه الطريقة من أأمن الطرق لإصلاح الصمام الميترالي.
ويقوم بعمل تصوير ثلاثي الأبعاد للقلب، ويمنع حدوث عدوى بالمنطقة الجراحية، ولكن يعتبر استخدام الروبوت أعلى في التكلفة عند مقارنته بالجراحة التقليدية، لأنه يتطلب خبرة ومهارة وكفاءة من الطبيب، حتى يستطيع التحكم في الأدوات عن بعد، كما يتطلب وجود بعض الأدوات والوسائل التكنولوجية الحديثة.
الاستعداد النفسي والجسدي لجراحة إصلاح الصمام الميترالي
هناك بعض الاستعدادات التي يجب على المريض مراعاتها قبل إجراء عملية إصلاح الصمام الميترالي، ويعد الاستعداد النفسي من أهم هذه الاستعدادات، حيث يجب على الطبيب والأهل والأصدقاء دعم المريض نفسيًا قبل إجراء عملية إصلاح الصمام الميترالي، لأن القلق والتوتر يؤثر بشكل كبير أثناء إجراء العملية، ويجب على المريض أيضًا أن يسأل الطبيب عن جميع المخاوف التي تدور في ذهنه قبل إجراء العملية.
وهناك أيضًا بعض الاستعدادات الجسدية التي يجب على المريض القيام بها قبل إجراء العملية، فيجب على المريض إجراء بعض الفحوصات المخبرية، مثل عمل فحص صورة الدم الكاملة، وتحاليل السيولة، وتحاليل وظائف الكبد ووظائف الكلى، ويجب عمل تخطيط للقلب قبل إجراء العملية، أو فحص القلب عن طريق استخدام الموجات فوق الصوتية.
ويجب على المريض أيضًا الامتناع عن الطعام والشراب لمدة لا تقل عن ثماني ساعات قبل إجراء العملية، والتوقف عن تناول جميع الأدوية التي يتم تناولها للسيولة، مثل الأسبرين، ويجب على المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم، تناول الأدوية اللازمة للتحكم في مستوى السكر ومستوى الضغط في الدم؛ لتجنب حدوث أي مضاعفات.
تأثير الأمراض المزمنة على نتائج جراحة الصمام الميترالي
تؤثر الأمراض المزمنة بشكل كبير على الحالة الصحية العامة للمريض، كما تؤثر أيضًا على نتائج جراحة الصمام الميترالي، وخاصة عند عدم علاجها بالطريقة الصحيحة، حيث تؤدي إلى ظهور العديد من المضاعفات، مثل:
- عدم التئام الجرح بسرعة، مما يؤثر على الحالة الصحية للمريض، ويؤخر فترة التعافي، وخاصة في حالة الإصابة بمرض السكري.
- يؤدي ارتفاع ضغط الدم بصورة مستمرة إلى التأثير على الصمام الميترالي، وزيادة حدوث بعض المضاعفات بعد إجراء العملية، وقد يؤدي عند إهمال علاجه إلى فشل القلب.
- تؤثر بعض أمراض الكلى أيضًا في نجاح عملية الصمام الميترالي، لأنها تقلل قدرة الجسم على التخلص من بعض السوائل، مما يؤدي إلى تراكمها داخل الجسم، ويؤثر بالسلب على صحة القلب.
العناية بعد جراحة إصلاح الصمام الميترالي
بعد إجراء العملية، يخرج المريض إلى إحدى غرف العناية المركزة، حيث يتم متابعة حالة القلب بعد إجراء العملية، ثم ينتقل بعدها إلى إحدى الغرف في المستشفى لمدة يوم أو يومين، ثم يعود إلى منزله.
ولكن يجب على المريض الاعتناء بمنطقة الجرح، وعدم الاستحمام بعد إجراء العملية مباشرة، كما يجب اتباع جميع التعليمات التي أوصى بها الطبيب، وتناول الأدوية بانتظام.
0 Comments