يُضعف الالتهاب قدرة عضلة القلب على ضخ الدم إلى جميع أعضاء الجسم، وينتج عن أسباب مختلفة، منها العدوى الفيروسية والبكتيرية، ويسبب أعراض تتنوع ما بين البسيطة والشديدة.
ومن هنا يظهر لنا سؤال هام، ألا وهو: ما أعراض التهاب عضلة القلب التي تستدعي زيارة الطبيب؟ وكيف يمكن علاجه؟ وهل يستطيع الفرد الوقاية منه؟ نجيب عن تلك التساؤلات تفصيلًا خلال مقالنا اليوم.
ماهو التهاب عضلة القلب؟
التهاب عضلة القلب هو مرض يصيب عضلات القلب، ويمنعها من أداء وظيفتها وضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم، وقد تؤدي الإصابة به إلى مضاعفات خطيرة تنتهي بالوفاة، إذا لم يُشخص ويعالج مبكرًا.
اعراض التهاب عضلة القلب
لا تظهر أي أعراض على المصابين بالتهاب عضلة القلب في البداية، لكن مع تفاقم حالة الالتهاب قد يعانون من الأعراض التالية:
- آلام الصدر.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- ضيق التنفس، سواء في أثناء الراحة أو بذل مجهود بدني.
- الضعف والإرهاق العام.
- الشعور بالدوار والإغماء.
- فقدان الشهية.
- تورم كلا من الساقين والكاحلين والقدمين.
- ضعف القدرة على القيام بالمهام اليومية المعتادة، وممارسة الأنشطة الرياضية.
- أعراض مشابهة لنزلات البرد، منها آلام المفاصل والجسم والتهاب الحلق والصداع الشديد.
قد يهمك: العلاقة الزوجية بعد عملية القلب المفتوح
التهاب عضلة القلب.. خطر يهدد الحياة
قد يؤدي التهاب عضلة القلب إلى الإصابة بإحدى المضاعفات التالية:
- فشل وظائف القلب، نتيجة تلف العضلة القلبية وفقدان قدرتها على ضخ الدم.
- النوبة القلبية والسكتة الدماغية، حيث يؤدي التهاب عضلة القلب إلى تكوين جلطات دموية داخل الشرايين التاجية المغذية للقلب نتيجة ضعف التدفق الدموي، وإذا انتقلت إحدى هذه الجلطات واستقرت في الشرايين السباتية المغذية للمخ، فإنها تؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.
- توقف القلب المفاجئ، نتيجة عدم انتظام ضربات القلب، وتؤدي هذه الحالة إلى الوفاة إذا لم تُعالج على الفور.
ما أسباب التهاب عضلة القلب؟
سبب التهاب عضلة القلب غير معروف تحديدًا، ولكنه ينشأ نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية، مثل الإنفلونزا وفيروس كورونا والتهاب الكبد الفيروسي، وأيضًا قد ينشأ الالتهاب عند الإصابة بإحدى المشكلات التالية:
- الالتهابات البكتيرية، منها التهاب الحلق والفطريات.
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وهي الأمراض التي يُهاجم فيها الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة، مثل مرض الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- التعرض لبعض المواد الكيميائية الضارة، بما في ذلك غاز أول أكسيد الكربون والإشعاع.
- الآثار الجانبية لبعض أنواع الأدوية يمكن أن تُصيب عضلة القلب بالالتهاب، ومنها:
- مضادات الاكتئاب.
- المضادات الحيوية.
- الأدوية المضادة لنوبات الصرع.
- أدوية علاج السرطان.
- أدوية نقصان الوزن.
- بعض أنواع المخدرات، مثل الكوكايين.
قد يهمك: تعرف على أنواع عمليات القلب
ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب؟
تزداد احتمالية الإصابة بالتهاب عضلة القلب إذا توفرت العوامل التالية في المريض:
- ضعف قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الالتهاب.
- الخضوع إلى بعض علاجات الأمراض الأخرى، مثل غسيل الكلى وأجهزة القلب المزروعة والعلاج بالإشعاع.
- الإصابة ببعض الأمراض، منها مرض السكري والأمراض الصدرية، وأمراض الكلى في مراحلها المتقدمة.
كيفية تشخيص التهاب عضلة القلب
يستخدم الطبيب بعض الفحوصات لتشخيص التهاب عضلة القلب، منها:
- الفحص السريري ومعرفة التاريخ المرضي بواسطة الطبيب.
- اختبارات الدم للكشف عن أي عدوى فيروسية أو التهابات.
- تخطيط القلب الكهربي لمعرفة معدل ضربات القلب في الدقيقة الواحدة، وهل منتظمة أم لا.
- الأشعة السينية على القلب والرئتين، للتأكد من وجود سوائل متراكمة في القلب أو حوله.
- التصوير بالرنين المغناطيسي، ويعطي هذا الجهاز صورًا مفصلة للقلب والأوعية الدموية تساعد في تقييم وظيفة القلب والكشف عن وجود الالتهاب.
- مخطط صدى القلب يساعد في توضيح حجم القلب ومستوى تدفق الدم.
- القسطرة القلبية التشخيصية، وتستخدم لرؤية الشرايين التاجية المغذية للقلب، وما إذا كان بها انسداد أم لا.
والجدير بالذكر أن التشخيص المبكر يلعب دورًا هامًا في الوقاية من مضاعفات التهاب عضلة القلب.
ما علاج التهاب عضلة القلب؟
يختلف علاج التهاب عضلة القلب حسب درجة الإصابة، ففي الحالات البسيطة تختفي الأعراض من تلقاء نفسها بعد فترة من الزمن، بينما في الحالات المتقدمة، فغالبًا ما سيحتاج المريض إلى إحدى وسائل العلاج التالية:
الأدوية
تستخدم بعض الأدوية من أجل تخفيف أعراض التهاب عضلة القلب والسيطرة عليها، ومنها ما يلي:
- الأدوية المحفزة للجهاز المناعي، وتساعد هذه الأدوية على علاج الالتهابات الناتجة عن الإصابة بعدوى فيروسية، مثل أدوية كورتيكوستيرويدات.
- أدوية قصور القلب، وتعمل على الحد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية داخل الشرايين التاجية.
- الأدوية المُدرة للبول، وتهدف إلى إراحة عضلة القلب وطرد السوائل الزائدة من الجسم.
- المضادات الحيوية، وتساهم في منع الإصابة بعدوى بكتيرية.
- الأدوية الوريدية، وتعمل على تحسين قدرة عضلة القلب على ضخ الدم بانتظام.
الجراحة
يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي في حالة التهاب عضلة القلب الحاد الذي لا تتحسن أعراضه بالأدوية، وتتضمن الإجراءات الجراحية ما يلي:
القسطرة لعلاج التهاب عضلة القلب
تُعدّ القسطرة العلاجية إجراء جراحي طفيف التوغل، وهي عبارة عن أنبوب طويل مرن متصل بنهايته بالونًا يدخله الطبيب عبر أحد شرايين الساق حتى يصل إلى الشرايين التاجية، ثم ينفخ البالون من أجل توسيع هذه الشرايين وزيادة معدل تدفق الدم خلالها، ويتركه حتى تبقى الشرايين مفتوحة طوال الوقت.
زراعة القلب
يلجأ الطبيب إلى عملية زراعة القلب في حالة الإصابة بالتهابات حادة أدت إلى فشل وظائف القلب، وتتضمن العملية استئصال القلب المتضرر بجميع أجزائه، ثم وضع قلب آخر سليم مكانه، ويستغرق ذلك الإجراء من 3 إلى 5 ساعات.
بعد الانتهاء من زراعة القلب، يمكث المريض في المستشفى مدة أسبوع أو أسبوعين للاطمئنان على حالته الصحية.
قد يهمك: تفاصيل عملية قسطرة الشريان التاجي
أساليب الوقاية من التهاب عضلة القلب
يمكن تجنب الإصابة بالتهاب عضلة القلب عبر اتباع الإجراءات الوقائية التالية:
- غسل الأيدي بانتظام، لتقليل احتمالية الإصابة بالعدوى.
- الامتناع عن تناول الأدوية التي تشمل آثارها الجانبية التهاب أعضاء الجسم، مثل العضلة القلبية.
- تجنب مخالطة المصابين بنزلات البرد أو الأمراض الفيروسية التي يسهل انتقالها من شخص لآخر.
- الحصول على اللقاحات ضد الفيروسات سريعة الانتشار، مثل لقاح فيروس كورونا ونزلات البرد.
وأخيرًا، نوصي جميع مرضانا بتجنب تناول الأدوية من تلقاء أنفسهم عند معاناة أعراض التهاب عضلة القلب، فلكل حالة علاج خاص به، وقد ينطوي تناول أدوية خاطئة عن مضاعفات غير مرغوبة.
احجز موعدك الآن مع عيادة الدكتور أسامة عباس -أستاذ جراحة القلب المفتوح ورئيس قسم جراحة القلب بالتدخل المحدود والمنظار- أحد أفضل جراحي القلب في مصر على الأرقام الموضحة في الموقع الإلكتروني.
اقرأ ايضًا:
هل يمكن علاج صمامات القلب دون جراحة؟
0 Comments