تخيل نفسك في خضم يوم عادي، تسير بخطوات سريعة لإنهاء مهامك، وفجأة تشعر بألم حاد في صدرك، كأن قبضة حديدية تشد عضلاتك، ويصاحبه ضيق في التنفس، وضغط هائل يُشعّ نحو ذراعك اليسرى! قد يبدو المشهد ككابوس عابر، لكنّه إنذار بجلطة الشرايين التاجية، تلك الحالة الطبية التي تُهدد حياتك.
تعرف معنا في هذا المقال إلى أعراض جلطة الشرايين التاجية وأسبابها لتطمئن على سلامة قلبك.
ما هي جلطة الشرايين التاجية؟
الشرايين التاجية هي الأوعية الدموية المسؤولة عن تزويد عضلة القلب بالدم المحمل بالأوكسجين اللازم لتغذيتها، لذلك تحيط بعضلة القلب وتنقسم إلى فرع باليمين وآخر باليسار.
وتبدأ هذه الشرايين بالتصلب عندما تتجمع الدهون والكوليسترول ومواد أخرى على الجدران الداخلية له، ما يؤدي إلى تضيقها ومنع تدفق الدم بها، مسببًا جلطة.
رحلة نحو فهم أسباب جلطة الشرايين التاجية
تتضمن الأسباب المؤدية إلى أعراض جلطة الشرايين التاجية ما يلي:
- مرض السكري، لأنه يسبب التهابات في الشرايين التاجية، مما يؤدي إلى انسدادها، لذلك لا بد من متابعة مستوى السكر في الدم دوريًا.
- زيادة نسبة الكوليسترول في الدم، مما يساعد على ترسيب الدهون داخل الشرايين التاجية.
- الضغط العصبي والقلق والتوتر.
- اتباع أسلوب حياة غير صحي، مثل العادات الغذائية السيئة والنوم المتقطع وزيادة الوزن وعدم ممارسة الأنشطة الرياضية بجانب التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم في الجسم.
- التقدم في العمر.
- العوامل الوراثية، فعند وجود أشخاص قد سبق لهم الإصابة بجلطات في الشريان التاجي في العائلة، حينئذ يكون الأفراد مرشحين بقوة للإصابة بها.
- تباطؤ تدفق الدم إلى أعضاء الجسم نتيجة الجلوس وعدم ممارسة أنشطة لفترات طويلة.
- الإصابة بأمراض وراثية أو أورام سرطانية.
أعراض جلطة الشرايين التاجية، إنذار بالخطر
قد لا تُلاحظ أعراض جلطة الشرايين التاجية في البداية، إذ لا تظهر إلا عند زيادة ضربات القلب، ومع استمرار تضيق الشرايين، تقل كمية الدم الواصلة إلى القلب وتزداد شدة الأعراض ويتكرر حدوثها، وتشمل أعراض أمراض الشرايين التاجية ما يلي:
- ألم حاد أو ضغط في الصدر، قد يكون شبيهًا بالعصر أو الحرقان، ويستمر لعدة دقائق أو ينتهي ثم يعود، وقد ينتشر هذا الألم في الذراع اليسرى أو الفك أو الكتف أو أجزاء أخرى من الجسم.
- ضيق في التنفس، إذ يشعر الفرد بصعوبة في الحصول على الهواء الكافي وكأنّه يُصارع للتنفس.
- الغثيان أو التقيؤ.
- الدوار أو الإغماء، بسبب انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.
- التعرق الشديد دون سبب واضح.
- الإرهاق الشديد.
- عدم انتظام في ضربات القلب.
وتختلف حدة ومدة أعراض جلطة الشرايين التاجية من شخص لآخر، فبينما قد يعاني البعض من ألم شديد وضيق في التنفس، قد يشعر آخرون بأعراض خفيفة.
وعند الشعور بأي من هذه الأعراض وتوفر أحد أسباب جلطة الشرايين التاجية التي ذكرناها سابقًا، لا بد من الاتصال بالطبيب المختص ونقل المريض فورًا إلى المستشفى لتلقي العلاج في أسرع وقت ممكن لإنقاذ حياته.
كيفية التخلص من أعراض جلطة الشرايين التاجية
لحظات عصيبة قد تعيشها فور شعورك بـ أعراض جلطة الشرايين التاجية، لكن لا تيأس!
إذا تأكد الطبيب من إصابتك بجلطة، فسيتخذ خطوات فورية لفتح الشريان المسدود واستعادة تدفق الدم إلى القلب، وقد تشمل هذه الخطوات:
- الأدوية، مثل مضادات التجلط أو أدوية مذيبة للجلطات.
- الإجراءات الجراحية، وتضم:
– عمل قسطرة وفتح الشريان وتوسيعه، ومن ثم وضع دعامات عند الحاجة لإعادة تدفق الدم مرة أخرى لعضلة القلب.
– تحويل مسار الشريان التاجي -يُطلق عليها أيضًا عملية تغيير الشرايين التاجية-، وهي عملية جراحية تتضمن زراعة وعاء دموي من جزء آخر من الجسم لتحويل مجرى الدم من الشريان المسدود، حتى يمر بانسيابية.
لا تُهمل صحة قلبك!
اتّخذ خطوات لتقليل خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية ولا تدع نفسك فريسة لهذا المرض، ومن أبرز هذه الخطوات:
- الإقلاع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
- السيطرة على ضغط الدم المرتفع.
- إجراء فحوصات طبية منتظمة.
تترك تجربة جلطة الشرايين التاجية أثرًا عميقًا في حياة الفرد وأحبائه، لذلك فمعرفة أعراض جلطة الشرايين التاجية والأسباب، بالإضافة إلى التدخل المبكر، يمكن أن ينقذ حياة الكثير.
وفي النهاية
نوصيك إذا كنت تشعر بأي من الأعراض المذكورة، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية فورًا، فقد تكون دقيقتان فقط هي الفرق بين الحياة والموت.
دكتور أسامة عباس واحد من أشهر الأطباء المتخصصين في علاج مشكلات القلب، والحالات الطارئة التي تتطلب سرعة التدخل الجراحي.
0 Comments